العفوية والبساطة، والازياء الشبابية والاكسسوارات، والمجموعة المرافقة، والموسيقى، ونمط الغناء، وطريقة التواصل مع الجمهور، كلها عناوين كانت حاضرة في امسية الفنان المغربي ” سعد المجرد” الذي يعتبر نموذجا للاغنية الشبابية المعاصرة، التي تفتقد للمعايير المتعارف عليها، فقبل دخول “المجرد” الى المسرح الجنوبي، كان هناك رقص على ايقاع ال” دي جي” الصاخب، من قبل قائد الفرقة، ليهيء الجمهور لاستقبال نجمهم، ومع دخول المجرد، استقبله الجمهور بترحاب شديد، وبدا معهم بواحدة من اغانية ” ومالو حبيبي مالو” ، وبعد الانتهاء منها قدم التحية للاردن الذي استضافه، وللجمهور القادم من جنسيات مختلفة، وشكر ادارة مهرجان جرش.
ثم قدم ” المجرد” واحدة من اغانية المعروفة، وهي ” انتي باغيه واحد” التي تفاعل معها الجمهور،لينتقل بعدها الى اللون الرومانسي باغنية ” يالي شاغله بالي، ورافق غناؤه عزفه على الاورغ، ثم ينتقل الى تسارع اكثر بالايقاع باغنية “سيلينا.. سيلينا”.
واخيرا وصل الى الاغنية التي ينترها الجمهور، والتي حققت نسبة خرافية من حيث اعداد المشاهدة، وهي اغنية ” انت معلم”، ليصل الجمهور الى اقصى درجات التفاعل والتماهي مع المطرب، فالمدرج امتلا بالحماس،والرقص والغناء.
لم يكن المجرد وفرقته فقط على المسرح، فمع اغنية ” اني ماشي ساهل” جلس على حافة المسرح، ومعه احد الاطفال وهو يغني الاغنية، ليتشجع اطفال اخرون بالصعود على المسرح، ومصافحته.
وقد اختار اغاني من البومات نجوم العرب، حيث غنى ” انا رايح فين” ثم رائعة الموسيقار ملحم بركات ” على بابي واقف قمرين”، ليعود مرة اخرى الى اغنية ” انت معلم” التي ختم بها امسيته، وقام مدير المهرجان محمد ابوسماقة، بتسليمه درع المهرجان تقديرا لمشاركته.
الغناء، والاهم هو ان الشباب يتقبلون هذا اللون ويدافعون عنه، رغم محدودية الكلام والمعنى، وبالتالي فان هذا الجيل قد ينقلب على الموروث، او انه يحفز المواهب التي يمكن ان تدافع عنه وتهذبه.
لان هذا الاسلوب، والنمط من الغناء ، والعفوية والبساطة، والمزج مابين الشرقي والغربي، واعطاء الايقاعات ، مساحة في العزف،وكذلك طبيعة شخصيته وخفة ورشاقة حضوره على المسرح، كل هذه العناصر توافرت في امسية ” المجرد”، التي خرج الشباب منها مبهورين بنجمهم.